تلك اللفافة الخبيثة، إذا تعلق بها المرء؛ أصبح شغوفاً بها، لا يقدر على فراقها وتركها، رغم علمه بالضرر الحاصل منها، يا لها من خبيثة حقاً، بل وقذرة، فإن المدخن يصحبها ويدنيها منه، وهي بدورها تقوده أولاً إلى الهلاك في الدنيا، حينما تقتله وتفتت جسده ببطء، ثم آخراً تؤدي به إلى الهلاك في الآخرة يوم المعاد والحساب..
السيجارة اللعينة.. يجب القضاء عليها سريعاً، فهي محرمة عليك أيها الإنسان، فلا تخدع نفسك ببعض الأوهام، أيها المدخن أنت تعلم جيداً في قرارة نفسك أن التدخين حرام ويؤدي بك إلى ارتكاب الذنوب والآثام، فكلما دخنت سيجارة حطت في موازينك من السيئات والخطايا ما لا يعلمه إلا ربك..
قل لي بربك لماذا؟ وأنت تعلم الإجابة جيداً!!! ومع ذلك سأجيبك.. فأعرني اهتمامك قليلاً حتى أنهي مقالتي هذه، ثم لك بعد ذلك الخيار، فربك هو من سيحاسبك يوم القيامة ولست أنا..
**لقد قال الله عز وجل في كتابه الحكيم "وأحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث"، فإياك أن تنكر أنها من الخبائث، بل لعلك تعتبرها من الطيبات، إذن ليس عليك حرج لأنك حتماً مجنون لا تميز بين الطيب والخبيث، ورفع عنك القلم..
**وقال الله تعالى أيضاً "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وفي التدخين قتل للجسد، وإهلاك للروح والبدن، وسأذكر ذلك الآن، بعد أن أبين دليلاً آخر على أنه حرام..
**قال صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، واللفافة رغم أنها صغيرة إلا أنها تحتوي على المئات من الأضرار، التي تفتك بك أيها الإنسان، وقد كرمك الله وخلقك لتكون قوياً، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف..
والآن سنبين أن السيجارة من الخبائث؛ ليست طيبة، وفي تدخينها إلقاء بالنفس للتهلكة، وهي مضرة كذلك:
-1- النيكوتين: مادة سامة عديمة اللون تتحول للبني عند احتراقها في الهواء، إذا أعطيت هذه المادة بجرعة كبيرة عن طريق الوريد فإن الإنسان يموت مباشرةً، وعند استنشاق النيكوتين يسري في الدم عن طريق الشعيرات الدموية في الرئتين، ليصل إلى المخ، وتتركز فيه بنسبة عالية، ومع استمرار التدخين، تكبر هذه النسبة لتصل إلى حد الموت لدى المدخن.
-2- أول أكسيد الكربون: غاز سام وخطير للغاية، إذا استنشقه الإنسان في مكان مغلق لفترة طويلة، يؤدي به إلى الوفاة، وبدخول هذا الغاز إلى الجسد عند التدخين؛ يحص إرهاق ذهني؛ يؤدي للصداع والدوخة وضيق النفس، كما يؤدي إلى تلف في المخ.. لكن المدخن قد لا يشعر بذلك لأنه اعتاد على السيجارة، فيحدث جلطة مفاجأة تؤدي به إلى الوفاة.
-3- غاز الأمونيا: وهو سبب السعال عند المدخن، لما له تأثير واضح على الصدر، ويوجد به أيضاً مواداً مسرطنةً، تؤدي بالمدخن للسرطان.
-4- طبقة القطران: تشكل غشاء ص مخاطياً، للفم والحنجرة والصدر، وكذلك القصبة الهوائية، لذلك نرى العديد من المدخنين يصابون بسرطان الرئة، وانتفاخ الرئتين، وهذا بدوره ينتهي بالمدخن إلى هبوط بالقلب ثم الوفاة.
-5- التدخين يؤثر على الجهاز العصبي، فلا يمكن أن ترى مدخناً؛ إلا عصبياً، ويؤثر على الجهاز الهضمي بأمراض قرحة المعدة، وكذا الجهاز التنفسي والبولي مثل سرطان المثانة، سرطان الكلى.
قل لي بربك أيها المدخن لو سألتك ما حكم الانتحار؟! ثم قلت لك ما الفرق بين التدخين والانتحار؟!
إن كنت ترى أن الانتحار حلالً فلا بأس بأن تدخن، لكني أرى فرقاً واحداً بين التدخين والانتحار، وهو أن الانتحار حرام ولا يكلف الإنسان شيئاً، أما التدخين فانتحار بتبذير واضح، وجنون أوضح، من خلال حرقك للماء الذي رزقك الله إياه، وإسرافه على الخبائث..
هداك الله إيها المدخن، وكتب لك الخير، وأبعدك عن اللعينة الخبيثة.
المقالات المتعلقة بحكم شرب الدخان